أجمل ما في المهرجان
ذهبت بالأمس في صحبة أسرية إلى مهرجان الشعر العربي الثاني بالقاهرة وتمنيت أن أدعو كل من أعرفه ليأتي معنا ...
أجمل ما في الدنيا أن تُرح قلبك كلمات تخفف من همك أو تشاركك فرحك ،
وأخرى تعبرعن غضبك أو تحاول تضميد جرحك ، كلمات تختلف في اللفظ وتتنوع في المعنى لكنها كلها نابعة من قلب شاعر .
وعرفت بحق ماذا تعني كلمة شاعر ...
إنسان ليس كأي إنسان ..هونبض القلب الصادق للأحداث ..هو صوت يدوي حين تهتز الأركان ..يشعر بالخطر ويعيه قبل الأذهان .. هو روح الأمة حين تحتضر الأوطان ..
تسألني إذن وما أعجبك في المهرجان ؟
أعجبني طالب الإعدادية عبد الرحمن قد ألقى قصيدة من تأليفه بعنوان
" للرعاة أيضا أنياب " ، أعجبتني رضوى تلميذة الإبتدائية وإلقائها لقصيدة "يا فتية التحرير" ، أعجبتني قصائد شعرائنا الكبار التي تغنوا بها في أعقاب الثورة المصرية "25 يناير" منها قصيدة الشاعر/ أحمد سويلم " تراتيل الغضب " مطلعها :
للشعر مذاق الحكمة عند الشعراء
وللخبز مذاق آخر في أفواه الفقراء
وقصيدة " كأنما أتوا من الخيال " للشاعر/ محمد إبراهيم أبو سِنة ، مطلعها
كأنما أتوا من الخيال .. من شرفة التاريخ والمآذن الطوال
من غابة الأحلام في الصبا ولوعة المحال
أما قصيدة " المارد الصغير" للشاعر الكبير/ عبد الجواد طايل هي التي استوقفتني كلماتها المُعبرة بعمق عن وصف الأحداث فتأمل معي حين يقول :
الرهان انتهى
خاسر كل من قال لاتقترب
فالشوارع مفروشة باللهب
والصخب يحتمي بالصخب
والرصاص الذي يتحدى هتاف الحناجر مُسكن صدر الغضب
والصبا نزوة عمرها لحظة
ثم سرعان ما تتبخر أو تتلاشى كخيط الدخان
أو تمر كمر السحب فيضيع الرهان
خاسر للرهان كل من قال لا تقترب
فالمعين شحيح إذا لم يكن قد نضب
والتجارب في مثل هذا الزمان شاهد
لا أمان
لم يكن بين كفيك رمح
ولا خلف ظهرك درع
ولا صوب عينيك غير المدى ينتحب
كيف بالله يا أيها الغِرّ
يا ابن الثلاثين أو دونها
تتصدى لها
هذه الطُغمة الفاسدة
والتي احترفت أن تجالس كل مليك جديد
على المائدة
هذه العصبة البائدة
تستمل جميع الخطايا وتغسلها
كلما أوشك الزيت أن ينسكب
حول نار حافرة في عروق الحطب
فهي لاتستحي أن تجدد أثوابها
أن تحرم ما حلل الله زورا
وتنكر أوزارها
حين تقلب كل الموازين في كلمات مُدبجة وبيان
وهي تأتي ببعض المجاز الذي قد يُجمل وجه الحقيقة
أو يتوسد صدر الحطب
القصيدة طويلة ولايزال لها بقية ، وأكثر ما أعجبني فيها أنها تنقل الأحداث في مصر بوصف الشاعر في كلمات لا يفهمها إلا الدارس لحقبة مبارك أو أن يعيها شاعر أو أديب ليستطيع فك طلاسم الكلمات التي تحمل من المجاز والتورية الكثير والكثير .
وكانت في الختام المفاجأة التي أضفت بهجة على قلوب الحاضرين حين ظهر على المسرح مُدثر إبراهيم طفل في الرابعة من عمره استطاع ببراعة فائقة أن يشدو بأبيات من قصيدة "بلادي جميلة" للشاعر/عبد العزيز جويدة،
وقصيدة "ولد الهدى" لأميرنا /أحمد شوقي .
أعجبني المنظر والمسرح والأضواء .. أعجبني رسم الحائط خلف جميع الشعراء .. أبهرني بالأمس وجودي في تلك الأجواء ...
تحية مني خالصة إلى كل الشعراء
1 التعليقات:
شكرا أستاذة صافى
تغطية جميلة بقلم متميز أشكرك كأنى كنت بالهرجان واحساسك وصل وياليتنى كنت معكم
شكرا جزيلا
خالد ابراهيم
إرسال تعليق