"امرأة قليلة الكلام" مدونة عربية متميزة لكاتبة مصرية متألقة استطاعت في فترة وجيزة أن تحرز تفوقا مشهودا فمن قراءتي لمقالاتها دائما ما أستفيد بمعلومة جديدة ونصيحة خالصة وكثيرا ما أخرج من تدويناتها بابتسامة لطيفة ، ومن عشرتها الالكترونية اكتشفت فيها الإيثار وحب الغير ونشر المنفعة العامة؛ فما أن تطلع على خبر جديد إلا وتجدها أول من تنشره على مجموعة المدونين العرب حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن من المدونين وهو ما يدل على نزاهة المنافسة التي أحرزت من خلالها تفوقا وفازت عن جدارة بنشر ثلاث مقالات من مدونتها في كتاب المائة تدوينة.. فإليها أتوجه بالتهنئة باسمي وباسم كل المدونين العرب والمتابعين باستمرار لأعمالها وأظن أنه قد حان الوقت لنطلب منها المزيد من الآراء ونقول لها : احكي يا شهرزاد....
حوار: صفاء عبد المرتضى
1- بطاقة تعارف...
- الاســــم: شهرزاد وهذا اسمي المستعار ولكن أيضا اسم التدليل الخاص بي منذ الطفولة أما اسمي الحقيقي فلم يحن وقته بعد.
- المؤهل العلمي: دكتوراة في الهندسة المدنية
- المهنة الحالية: أنا أستاذة جامعية و لكن حاليا في أجازة بدون مرتب للتفرغ لبعض الأعمال الخاصة و لكنى غالبا سأعود للجامعة خلال شهور.
2- متى وكيف بدأت مشوارك مع المدونات؟
عزيزتى أنا أكتب منذ الأزل، و أذكر أول قصة كتبتها كان عمرى ثمانية أعوام و كانت عن طفلة تلهو بعلب السجائر الفارغة، و إستمررت فى الكتابة بدون أن يقرأ أحد ما أكتب رغم أن أمى هى التى شجعتنى على كتابة القصة الأولى و لكن أنا دائما كان عندى مشكلة أنى لا أحب
عزيزتى أنا أكتب منذ الأزل، و أذكر أول قصة كتبتها كان عمرى ثمانية أعوام و كانت عن طفلة تلهو بعلب السجائر الفارغة، و إستمررت فى الكتابة بدون أن يقرأ أحد ما أكتب رغم أن أمى هى التى شجعتنى على كتابة القصة الأولى و لكن أنا دائما كان عندى مشكلة أنى لا أحب
أن يعرف أحد فيم أفكر وفي مرحلة الدراسة الجامعية كتبت قصص كثيرة و رواية قصيرة لم يقرأها سوى عدد قليل من زملائى و زميلاتى كان معظمهم أيضا من الكتاب الهواة و بعد التخرج قلت كتاباتى و لكنى لم أتوقف إلا لفترات قصيرة و الواقع أنى لم أفكر أبدا أن أنشر ما أكتبه بأى وسيلة حتى حدث لى موقفين يفصل بينهما شهور طويلة و للإيضاح أنا تخصصى هو تصميم نوع دقيق من المنشآت و هو تخصص غير شائع و عدد من يعملون به قليل لهذا فالأمر يقتضى أن نتعامل دائما مع الأجانب فى مجالات التصميم و الإستشارات و أنا أيضا أعمل منذ سنوات فى مجال الإستشارات الهندسية بالإضافة للتدريس الجامعى وفى الشركات العالمية التى أتعامل معها دائما يوجد الأوربيين و الأميركان و كل الجنسيات، و أيضا كلية الهندسة الدراسة فيها بالإنجليزية و أليس غريبا فى هذا الجو أن أرتاح أنا و أمثالى للتحدث فى مجال العمل بالإنجليزية سواء لوجود أجانب معنا أو للتغلب على إختلاف اللهجات بين الجنسيات العربية المختلفة أو لأننا فقط تعودنا على ذلك، و لهذا فقد مرت على سنوات طويلة أتحدث فى العمل و أكتب المراسلات و التقارير و غيرها باللغة الإنجليزية و أنا أيضا لى أصدقاء كثيرين من الأجانب و تدريجيا بدأ التحدث بالإنجليزية يغلب على محادثاتى مع الجميع
أعود إلى الموقفين اللذين جعلانى أبدأ التدوين، أولهما كنت فى العمل فى إجتماع مع شخص مغرور جدا يتخذ موقف "أنا ربكم الأعلى" أستغفر ألله العظيم و كان موقفى و من معى سئ جدا يعنى كانت روحنا فى إيديه، و الشخص المغرور يسهل جدا التعامل معه فعلم النفس يقول أنك يجب أن تعطيه وضعه، أو "تنفخيه" حتى يصير كالبالون و عندها ستأخذى منه ما تريدين و يمكن بعد ذلك لو أحببت أن تشكيه بدبوس أو تنتقمى منه عندما تتاح لك الفرصة، هذا من مبادئ التعامل مع البشر التى تعلمتها فى الحياة و لكن أنا "مناخيرى عالية" جدا و يصعب على أن اتخذ موقف أقل ممن يواجهنى حتى لو كان مزيفا، كنت فى هذا الموقف و أحاول تشجيع نفسى لأفعل ما يجب فعله بدلا من الرد على هذا الشخص بما يستحق
ووجدت نفسى أتحدث فى داخلى و أقول لنفسى
"keep a low profile, keep a low profile"
إنحنى للعاصفة و إتخذى موقف الخضوع""
و كانت لحظة ذعر خالصة، فقد إكتشفت فجأة أنى قد أصبحت أفكر بالإنجليزية، أنا عضو جماعة الخطابة و التلاوة و الشعر أيام الثانوى، أنا التى قرأت ديوان المتنبى كله خلال الدراسة فى الثانوية العامة و حفظت له و لغيره أكثر من 500 بيت شعر، أنا التى كان مدرسى اللغة العربية “بيتكيفوا" من إلقائى للقصائد أصبحت أفكر بالإنجليزية، كانت لحظة غريبة و لكنى تركتها تمر بدون أن أفعل شيئا
بعد هذه اللحظة بشهور كنا أنا و إبنتى فى محل ملابس فى مول شهير، و بينما أنا أدفع أمام الكاشير سألت إبنتى شيئا لم أذكره فردت على:
"mom, you really should start speaking some Arabic"
"ماما، بجد لازم تبتدى تتكلمى شوية عربى"
و إولادى كلهم طبعا ولدوا فى مصر و يجيدون لغتهم الأم تماما و إن كان تعليمهم أجنبيا مثل الكثيرين من جيلهم، فالذى حدث أنى سألت إبنتى بالإنجليزية بدون أن أنتبه، فقد أصبحت أفضلها على العربية كما يبدو، و كانت لحظة ذعر مماثلة للسابقة و خاصة أن إبنتى ردت على بالإنجليزية أيضا و كأنى أجنبية لا أعرف العربية، و بدأ الكاشير يحدثنى بإنجليزية متعثرة، و نظرت حولى إلى المحل الذى هو من سلسلة محلات ملابس بريطانيةعالمية، كل شئ بالإنجليزية و كأننا فى قلب لندن، يا إلهى أنا أفقد هويتى كما تفقد بلادى هويتها و يجب أن أفعل شيئا، و قد فعلت، أنشأت مدونتى فى نفس اليوم فى أواخر مارس من هذا العام، و عندما عاد زوجى إلى البيت متأخرا قلت له:" مش انا عملت مدونة؟" فرد: "بالإنجليزى طبعا" قلت:" لا بالعربى"
فقال:" بس إنتى حتكتبى إنجليزى أحسن" قلت لأ، أنا بأكتب عربى من و أنا عندى 8 سنين" و كانت أول مرة يعرف فيها زوجى أنى أكتب بعد زواج أكثر من 15 سنة
أنشأت المدونة و إضطررت لتغيير الويندوزعلى اللاب توبالخاص بى ليسمح لى بكتابة العربية و كنت أكتب بأصبع واحد فى البداية لأنى لم أعتد على الكيبورد العربى و كنت عندما أكتب قبلها أستخدم القلم و الورق و لكن الوضع تحسن كثيرا الآن,.
3- ما الاستفادة التي تعود عليك من التدوين ؟
أنا أكتب من أجل متعة الكتابة و العيش فى شخصيات أخرى، هذا هو السبب الأساسى، و من كانت مثلى تقضى ثلث وقتها فى عمل ملئ بالتوترات التى لا تنتهى و السفريات و الشحططة، وثلث وقتها فى العناية ببيت و زوج و أولاد، و أقل من الثلث بقليل فى المعاناة من نوبات الصداع النصفى و الآثار الجانبية لأدويته، فيجب أن تفعل شيئا يمتعها فى الجزء القليل المتبقى من الوقت، و ما يمتعنى الآن هو كتابة القصص و التدوين و سماع الموسيقى و القراءة و الخروج و السفر للفسحة و ليس للعمل، التدوين أصبح مزاجى الخاص جدا و أحببته لدرجة تقلقنى فأنا أخشى من التعلق بالأشياء و لكن هذا ما حدث
و بحساب متوسط العمر فى بلادنا، فكل من تجاوز الخامسة و الثلاثين مثلى يجب أن يعرف أنه فى الغالب "العمر إللى جاى مش أد إللى راح" و لابد أن يبحث عن شئ يسعده، و مساحة السعادة متاحة لكل المستويات فى أشياء بسيطة جدا و لكن المهم العين التى ترى و العقلية التى تقتنص فرصة السعادة و لو من فك الأسد
السبب الآخر للتدوين هو أن أشارك الناس خبراتى لعلها تفيدهم لأنى أحب أن أفيد و أطمع فى ثواب ألله سبحانه و تعالى، فأنا حياتى لم تكن سهلة أبدا رغم أن الكثيرين قد يعتقدون العكس، أنا تعلمت كل شئ بالطريقة الصعبة و مرت بى تجارب عديدة بعضها غريب لدرجة تحاكى الأفلام الهندية و هذه لن أكتب عنها و إلا فربما لن يصدقها أحد.
4- سبب اختيارك لاسم "امرأة قليلة الكلام" ليكون عنوانا لمدونتك؟
عزيزتى أنا مصابة بمرض يسمى "متلازمة الإقلال من الكلام مع الإفراط فى الكتابة"، أنا بالفعل قليلة الكلام فيما يشغلنى و صعب جدا أن يعرف أى أحد ما يدور برأسى مع أنى أتكلم كثيرا فى العمل و أمزح مع كل من يكلمنى طوال الوقت و لكنى لا أظهر الشعور الذى بداخلى فانا قليلة الكلام عندما نأتى لهذه النقطة و عنوان المدونة وصف دقيق لشخصيتى
5- لماذا تمتنعين عن التوقيع باسمك الحقيقي وتستعيضين عن ذلك باسم " شهرزاد المصرية"؟
شهرزاد هو إسم التدليل من طفولتى أطلقته على جدتى لأنى كنت أحب الحواديت و أؤلفها كثيرا و كان وقتها مسلسل ألف ليلة و ليلة يعرض فى التليفزيون، لذلك فعلى نحو ما هو إسمى الحقيقى و مصرية طبعا لأنى مصرية و أفتخر، أستعمل هذا الأسم لأنى أحبه و لأنى أريد أن أكتب بحرية فأنا نوعا ما خارجة عن المألوف و متمردة على كثير من العادات التى آن الأوان لدفنها و حدودى هى حدود ألله فقط و لايهمنى إرضاء المجتمع و الناس، وهذا يثير الكثيرمن الجدل خاصة فى مهنة تتسم بالتحفظ مثل مهنتى، و لكنى فى الغالب سأكشف إسمى الحقيقى إذا قررت أن أنشر ورقيا و هو ما يلوح فى أفقى الآن و لكن بعد فترة قد تطول أو تقصر و الصبر جميل
6- أحب الأوقات التي تكتبين فيها وتراودك الأفكار؟
الكتابة عندي تحدث على مرحلتين و أتكلم عن القصص و هى عشقى الأول، تراودنى الفكرة فى أى وقت حتى لو كنت فى عز إنشغالى بالعمل فأكتبها على أى ورقة أمامى فى كلمات قليلة، و يبدأ التدفق الشعورى من وقتها فأرسم الشخصيات و أسمائها و ملامحها النفسية فى رأسى مع قليل من الكتابة للتذكرة، و أتأكد من إمكانيتها واقعيا لأنى أكتب أدبا واقعيا بمعنى أنه ممكن الحدوث و ليس أدبا من الخيال العلمى مثلا، و هنا فى الغالب قد أستخدم البيئة المحيطة التى أعرفها جيدا فقصتى "عن الفراق و الهجر" كانت تعتمد على فكرة إنتقال الأصوات بين المكاتب المتجاورة أو من مكتب للمكتب الذى يقع تحته فى الشركة التى تدور بها الأحداث، و هى ملاحظة واقعية فى المبنى الذى يقع به مكتبى فأنا أسمع من غرفتى من يتحدث فى الهاتف فى الغرفة المجاورة و أسمع خطوات من يدخل الغرفة التى فوقى، و أحيانا أجرب بنفسى لو كان ما تفعله الشخصيات ممكنا فمرة صعدت عدة طوابق جريا لأعرف الطابق الذى يبدأ فيه المرء فى "النهجان" و الطابق الذى لا يقوى فيه على أن يكمل لأن إحدى شخصياتى كانت تفعل ذلك، بعد هذه المراحل أبدأ بكتابة القصة فى جلسة واحدة أو إثنتين لو كانت قصيرة، ثم أنشرها و أدخل مرحلة التخلص من الشخصيات لأكتب قصة أخرى و هناك شخصيات تعلق بذهنى كثيرا و تعذبنى مثل شخصية خالد مريض اللوكيميا فى قصة "حكاية موت غير معلن" فقد قضيت أياما طويلة أبكى كلما تذكرتها و لم أتخلص منها إلا بعد أن "شحنت" العيال إلى شارم و خدت كام جولة بالمركب، و snorkeling و سباحة و غيره، وقتها فقط خرجت الشخصية من داخلى
هذا بالنسبة للقصص و الروايات مختلفة لأن المدى الزمنى طويل و فى الغالب أرسم الشخصيات و ملامحها و انتقى لها صورا من على النت و أبدأ الكتابة على مراحل و أحيانا الشخصيات كما رسمتها تاخدنى فى مناطق غير مخططة تهبط على و أنا أكتب و غالبا أترك هذه الأجزاء لو كانت متسقة مع الشخصية و تخدم الخط الأساسى للأحداث فى المراجعة النهائية
الخواطر و المقالات أسهل كثيرا فأنا أختار الموضوع و أترك الأفكار تأخذنى و انا أكتب و الغريب أن القراء يحبون الخواطر و المقالات أكثر كما يبدو من نسب المشاهدة و التعليقات و لكنى أحب الكتابة السردية و لا يعادلها أى شئ فى داخلى، فالعصافير تزقزق و الموسيقى تصدح داخل رأسى عندما أكتب قصة و أعيش فى شخصياتها و أنسى نفسى و لو مؤقتا
7- خصائص المدونة الناجحة من وجهة نظرك؟
أنا دخلت هذا المجال حديثا جدا و لا أعرف إن كان رأيى سيكون سليما و لكن المدونة الناجحة يجب أن تقدم شيئا يهم شريحة من الناس لدرجة تجعلهم يتابعونها و يستفيدون منها، حتى مدونات الإعترافات الشخصية و هى كثيرة يجب أن يكون بها إستفادة أو عبرة و إلا ستكون تضييعا للوقت و التعليقات ليست مقياسا و إن كانت تشجع المدون على الإستمرار و لكن الأهم هى نسب المشاهدة، أيضا المدونة يجب أن تكون جذابة شكلا و تصميمها يسهل على القارئ القراءة و التعليق.
8- هل تحرصين على أن يقرأ لك تلاميذك في الجامعة؟
لا أحب أن يقرأ احد ممن يعرفنى كتاباتى فأنا عندى مشكلة فى كشف أفكارى للآخرين الذين يعرفوننى حتى لو كانت على هيئة قصص تمثل شخصياتها و لا تمثلنى و انا غالبا ما أكتب عن شخصيات لا تشبهنى أبدا فهذا دليل نجاح و حرفية الكاتب فى رأيى، و الواقع إن عدد قليل جدا ممن يعرفوننى يقرأون لى، حتى زوجى و أولادى المراهقين نادرا ما يدخلون إلى مدونتى، و هذا نوعا ما يريحنى فلا أحب أن يسألنى إبنى مثلا لماذا فعلت بهذه الشخصية كذا و كذا، فهو إبنى و أنا أجد صعوبة فى تصوره كأحد قرائى و أعترف أن هذا عيب فى أحاول التغلب عليه حاليا
9- ماذا تمثل لك تعليقات القراء؟
تمثل لى الكثير فأنا أحب قرائى جدا و أحرص على أن أرد على تعليق كل قارئ بإسمه و معظم قرائى هم مدونون أيضا أتابع كتاباتهم و تعجبنى كثيرا، و من تجوالى فى المدونات فالمدون الذى يرد على تعليقات القراء تكون مدونته نشطة و تفاعلية أما من لا يرد فالعكس غالبا هو الوضع و أنا أؤمن أن الكاتب يجب أن يتفاعل مع قراءه و يعطيهم من وقته كما أعطوه من وقتهم لا ان ينشر ما كتب ثم يصعد إلى برجه العالى ليراقب "الرعية" فهذا نوع من التكبر فى رأيى
10- هل تنتظرين تشجيعا عقب كل خاطرة تكتبينها؟ أم لا؟
نحن بشر و يجب أن نعترف أننا نحتاج للتشجيع و المدونون هم كتاب هواة يعملون من أجل القارئ بلا مقابل سوى المقابل الأدبي لهذا يجب ألا يحرموا منه، و أنا أعلق في معظم المدونات التي أدخلها حتى لو لم يعجبني ما قرأت فيجب تقدير تعب المدون و رغبته المخلصة في الإفادة و لو بكلمة شكرا على جهدك، و لكن كما قلت الأهم هي نسب المشاهدة فكثير منا لم يكتسب بعد صفة التفاعل و كثير منا لا يعرف كيف يعلق و كثيرا ما تأتيني تعليقات على الإيميل و أحيانا كرسائل خاصة على الفيسبوك من قراء منهم من لا يستطيع إدراج تعليقه في المدونة لأسباب غالبا تتعلق بوصلة الإنترنت الخاصة به و منهم من يقول صراحة أنه لا يستطيع أن يعلق بلغة سليمة و يفضل أن أقرأ أنا فقط تعليقه.
11- كيف تستقبلين الرأي الآخر وتحديدا المعارض لأفكارك؟
أنا درجة تقبلي للآخر عموما عالية جدا و أستطيع التعامل مع العديد من أصناف البشر و لا يضايقني أن يعارضني أحد و لكن المهم أن يكون أسلوب الحوار راقيا و موضوعيا، و هذا لا يمنع أنى في أحيان قليلة كأي إنسان قد أخطئ و أسئ التقدير أو التعامل مع من يخالفني و في هذه الحالة لا أخجل من الاعتذار.
12- وكيف تواجهين النقد اللاذع الذي يفتقد إلى أدنى مبادئ الذوق واللياقة؟
لم أتعرض لهذا الموقف في مجال التدوين و لكن تعرضت له أحيانا في الحياة و العمل و أنا غالبا ما أستطيع احتواء من يحدثني و أشعره بالخجل مما قال لو كان طيبا في جوهره أما إذا كان غير ذلك فلا يعنيني ما يقول و غالبا ما أتعامل مع هذا النوع بعنف يستحقه.
13- هل يمكن أن ترقى المدونات إلى ما يمكن أن نطلق عليه أدب الشباب؟
أنا أسميها الأدب الإلكتروني فالمدونات لا تقتصر على الشباب فقط بل هناك كل الأجيال، و دائما أجد الكثير من الكتابات الجيدة و الكتاب المبدعين في المدونات التي أصبحت أتابعها ربما أكثر من الصحف المعروفة و الكتب الورقية.
14- شعورك عندما علمت بفوز ثلاث مقالات لك في كتاب المائة تدوينة؟
موضوع الكتاب له قصة غريبة أكشفها لأول مرة، فى الواقع أنا لم أشترك بنفسى و لكن لى صديقة تعرفت عليها من المدونة ثم أصبحنا نتقابل فى النادى الذى إكتشفنا أننا عضوتين فيه، صديقتى ليست مدونة بل و ليس عندها حساب على الفيس بوك و لا أعرف كيف وصلت إلى مدونتى أصلا، المهم صديقتى عرفت بموضوع الكتاب من مدونة أخرى تتابعها و طلبت منى الإشتراك و لكنى ترددت لأني أحسست أن هذه مسابقة أنسب للشباب و لا يجب أن أنازعهم فيها و أن "ستايل" كتاباتى ربما يكون مختلفا و غريبا بسبب الفروق بين الأجيال، فهؤلاء شباب من حقهم نشر أعمالهم و أنا لى أكثر من ثلاثين بحثا فى مجالي منشورة بإسمى في مجلات علمية و مؤتمرات كلها عالمية و لهذا لا يجب أن أزاحمهم في هذه المسابقة، و لكن صديقتي ألحت حتى انتزعت منى عناوين تدويناتى الثلاث التى أحب أن أشترك بها لو قررت الاشتراك ثم ألحت على أن أقابلها فى النادى ففعلت، و أنا لا أتحرك بدون اللاب توب فى سيارتى لدواعي العمل، طلبت منى أن أفتح لها المدونة لتحسن من شكلها و فعلا كانت تحتاج إلى تحسين و هى أفضل منى فى مجال تصميم المواقع، فتحت لها المدونة بالباس وورد و تركتها لأشترى لإبنى شيئا و عدت بعد ربع ساعة لتخبرنى أنها دخلت على موقع مسابقة الكتاب بالبروفايل الخاص بى و أضافت التدوينات الثلاث فى المسابقة و أنها ترجونى ألا أغضب و لكنى غضبت لدقائق ثم قرأت فى موقع الكتاب أسماء المدونات المشاركة و منها الكثير من مدونات أصدقائى المدونين الذين أتابعهم و أحترم أقلامهم، فأحسست أن إشتراكى فكرة جيدة و أن المشاركين من كل الأجيال و ليسوا شبابا فقط، و فى الواقع أنا كنت متحمسة جدا لفكرة الكتاب و كنت أنوى الترويج لها فى مدونتى و كل المجموعات و المواقع التى أدخلها حتى لو لم أشترك، و بدأت أتفاعل مع فريق العمل حتى ظهرت النتيجة و كانت مفاجأة، اتصلت بي صديقتي و قالت: "شفتي النتيجة" ففتحت الموقع و فوجئت أن تدويناتى أخذت المركز الثانى و الثالث و الخامس حسب تصويت الجمهور و لجنة التحكيم فقلت فى نفسى:"دة الموضوع قلب جد، دة أنا بايننى بأعرف أكتب صحيح"، و طبعا فرحت جدا و التعامل مع فريق العمل و المدونين المشاركين خلانى أصغر 10 سنين و أنا سعيدة جدا بهم و فعلا أحسست أن الدنيا بخير و أن شبابنا بألف خير و لفريق العمل و المشاركين منى ألف تحية من هنا و أحب أن أقول لهم:"أنا بحبكم كلكم أوى و يا رب أشوفكم كلكم فى أحسن مكان و كتاب كبار أعمالكم مالية الكتب و المواقع"
15- هل فكرت في تحويل مدونتك إلى كتاب يحمل نفس اسم المدونة الخاصة بك؟
لا أعرف إن كان كل ما فى مدونتى يصلح و بعض مما فيها نشر ورقيا بالفعل مثل مقالى الأسبوعى فى جريدة العرب القطرية، و لكن ربما أفكر فى ذلك
و أنا عندى أفكار كتب كثيرة و لى رواية كاملة ربما أنشرها فيما بعد و أيضا من أمنياتى أن أنشر كتاب عن العلاقة بين الرجل و المرأة فى مختلف المجالات و خاصة الزواج فأنا لى فلسفة خاصة فى السعادة الزوجية أحب أن أفيد بها الناس و لكن بصراحة تنقصني الجرأة و لا أعرف إن كان مجتمعنا يمكن أن يتقبل آرائى فى هذا المجال رغم أن كلها من شرع ألله سبحانه و تعالى و ربما أبحث عن إسم مستعار آخر، إسم رجل هذه المرة، لأنشر هذا الكتاب.
16- ما هي المدونات التي تحرصين على قراءة كل جديد فيها؟
أنا أتابع كثيرا جدا من المدونات و كل من يدخل مدونتى و يعلق فيها أتابع أعماله فمن يعطينى من وقته أعطيه من وقتى و كثيرا من هؤلاء أصبحوا من أصدقائى على الفيسبوك أو الإيميل، و أتابع عددا من الأقلام من مجموعة المدونين منهم أنت طبعا يا أستاذتنا الجميلة، ولن أذكر أسماء فذاكرتي سيئة و لا أريد أن أنسى أحدا فيغضب منى.
17- ومن هم المدونون الذين تنتظرين قراءة تعليقاتهم على أعمالك وكتاباتك؟
كل من يدخل مدونتى أنتظر تعليقه و أعتز به و أعذره إذا لم يعلق فالدنيا مشاغل، و كل قرائى الدائمين الذين يعلقون كثيرا أصبحت أنتظر تعليقاتهم بل و حفظت شخصياتهم و ما يفضلون، فكل موضوع يكون عندى تصور تقريبى لمن سوف يعلق عليه و تصدق توقعاتى فى كثير من الأحيان.
18- هل تتابعين بعض المدونات الأجنبية؟
أتابع عددا من المدونات الأجنبية منها مدونات عن الصداع النصفى الذى يقتلنى قتلا، و مدونات أدبية منها مدونة لناقد برازيلى رائع إسمة نلسون سوزا يكتب مقالا شهريا عن أدباء أمريكا اللاتينية الذين أعشق أعمالهم و تابعت لسنتين مدونة لمدون أمريكى إسمه مارك ميللر كان مريضا بسرطان المخ و كان يشارك قرائه أخبار مرضه و الأبحاث الجديدة كما كان مذهلا فى مواجهته للمرض حتى توفى منذ عام تقريبا و قد كتبت عنه فى مدونتى و فى العرب القطرية أيضا، كما أتابع مدونة عن الرياضات المائية و هى إحدى هواياتى و مدونة عن تربية القطط التى أحبها جدا و أربيها منذ سنوات و عددا من المدونات عن الإهتمامات النسائية من التجميل و الطبخ و الإهتمام بالمنزل و غيرها.
19- هل تتميز المدونات الأجنبية بأشياء نفتقدها في المدونات العربية؟
هم لدرجة كبيرة عندهم جرأة أكبر فى الطرح و مشاركة التجارب و هذا هو الفارق الأساسى فى رأيى.
20- ما رأيك في فكرة مجموعة المدونين العرب؟
فكرة جميلة طبعا و لكن تحتاج لتفعيل أكبر.
21- هل لك من مآخذ تذكر عليها؟
كما قلت تحتاج لتفعيل أكبر فدور المجموعة حاليا هو تبادل الإيميلات و عدد محدود فقط هو من يفعل ذلك رغم أن عدد الأعضاء أكثر من 2000 عضو.
22- وهل من اقتراحات جديدة بشأنها؟
معظم المدونين لا يأخذون التدوين بجدية و لهذا أظن أن أي اقتراح لن يلقى صدى كافيا، و لكن لم لا نصدر كتابا سنويا للمجموعة مثلا يضم التدوينات المميزة و ننشره إلكترونيا أو ورقيا، لم لا ننشئ صفحة للمجموعة على الفيس بوك بدلا من الإقتصار على الإيميلات التى أصبحت موضة قديمة، ربما يكون هناك من تعجبه هذه الإقتراحات و أنا على إستعداد لإنشاء صفحة الفيسبوك و أدعو الأعضاء للمشاركة من هنا و إبداء رأيهم فى هذه الفكرة و فكرة الكتاب السنوى.
23- هل تعرضت للغيرة من بعض الأقلام أثناء تعليقاتهم أو استشعرت ذلك من كلماتهم؟
أنا لا أظن أن عندي شيئا يستحق الغيرة فلست أفضل كاتبة فى العالم و أحيانا كثيرة أستغرب فكرة أنى أكتب و لي قراء، لا لم أشعر بذلك و أنا دائما أحسن الظن بالناس و قرائي في غاية الأدب و التهذيب و أنا محظوظة جدا بهم.
24- من الذي يمكن أن تحجب شهرزاد تعليقه من مدونتها؟
أى معلق يتجاوز حدود الآداب العامة أو يمس الأديان و المقدسات و هذا لم يحدث من قبل، أو أي تعليق ليس له علاقة بالتدوينة أو المدونة و هذا حدث بضع مرات و لكن بسبب عطل فى البلوجر أدى لإختلاط التعليقات على مدونات مختلفة.
25- ومن الذي تفضلين عدم الرد عليه؟
صاحب التعليق الذي أحذفه أما لو نشرت التعليق فسأرد عليه هذه قاعدة عامة على مدونتي لا أخرقها إلا عن طريق السهو أو الخطأ.
26- ذكرت لي أن لك تجربة سيئة جدا مع الصحافة في مجال عملك، هل لنا من توضيح؟
نعم، عندما حصلت على الدكتوراة كان عمري 27 عاما و بالصدفة كان خطيب إحدى صديقاتى صحفي فنقل الخبر إلى المحررة العلمية بجريدته و أجرت هذه السيدة معى حوارا صحفيا لأن صغر سني لفت نظرها، و لكن عندما نشرته حذفت منه الكثير و من ذلك شكري لأساتذتي المشرفين على الرسالة و رئيس القسم و غيره، و بالطبع يمكن تصور ما حدث لي في الجامعة بعد ذلك، فقد اعتبرت كأني أنسب الفضل وحده لنفسي مع أن الأساتذة المشرفين لهم دور كبير في نجاح الرسائل العلمية، و صنفت كأني من الساعين للأضواء الإعلامية و الراغبين في الاستئثار بها و أستطيع القول أنى وضعت في قائمة شبه سوداء لفترة بعدها رغم أننى حاولت أن أثبت أن لا ذنب لي فيما حدث فقد شكرتهم بالفعل و لكن الصحفية حذفت ما قلت و لكن أحدا لم يصدق إلا واحد من الأساتذة و كان أقربهم إلى و حاول و لم يستطع إقناع الباقين، و لا زلت أذكر قوله لى:"إنت ما لكيش ذنب بس إتعلمى الدرس ، الكلام عن الرسائل و الأبحاث العلمية فى المجلات العلمية المتخصصة و المؤتمرات بس لأنها بتحافظ على الدقة، أما الصحافة و الإعلام لأ" و هذه صارت قاعدة و أحيانا يكلمني صحفي أو صحفية يجئ إلى الجامعة لأخذ حوار أو معلومة خاصة بتخصصي فيدلونه على و لكنى لا أقبل أبدا بل أحيلهم إلى زميل آخر.
27- كيف تنظرين إلى الصحافة الالكترونية اليوم؟
هي مستقبل الصحافة فالأجيال الجديدة كلها قليلا ما تتعامل مع الجريدة المطبوعة و أنا لا أذكر متى كانت آخر مرة اشتريت فيها جريدة فكل شئ على الإنترنت الآن و هذا رائع بالفعل.
28- أفضل الأقلام التي تحرصين على القراءة لهم؟
أقرأ لمعظم كتاب المصري اليوم و اليوم السابع و أقرأ لكثير من كتاب جريدة العرب القطرية التي أحبها منذ زمن طويل فهي أقدم جريدة في قطر و أنا عشت هناك لسنوات و عندما كنا نشترى الجرائد كنت أستأثر بالعرب و أترك الباقي لأسرتي و دار الزمن حتى أصبحتُ من كتاب العرب و هو شئ لم أتوقعه أبدا وقتها. و فى الأدب أقرأ كل ما يقع تحت يدي فقد تربيت في منزل هو عبارة عن مكتبة مصغرة تشغل حجرة و نصف من حجرات المنزل الأربعة لأن أهلي من هواة القراءة، فأنا كنت دودة كتب و الآن أصبحت دودة كتب إلكترونية و حتى الكتب الورقية أعمل لها سكان scan أقرأها على الشاشة لأكبر الخط و أريح عيني، بدأت قراءة روايات نجيب محفوظ و أنا في الثامنة من عمري و بدأت بزقاق المدق و لم أفهم كثيرا منها فذهبت لأمي و سألتها فقالت لي: لما تكبري شوية إقريها تانى و حتفهمى و حدث ذلك بالفعل، و صار نجيب محفوظ من كتابي المفضلين و أيضا العقاد و المازني ويوسف السباعي و محمد عبد الحليم عبد ألله و يوسف زيدان و علاء الأسواني و رضوى عاشور و نهى محمود و سهى زكى و من العرب حنا مينا و عبد الرحمن مجيد الربيعي و عبد الرحمن منيف و جبرا إبراهيم جبرا و إميل حبيبي و كثير غيرهم.
و أنا أحب الشعر جدا و أغبط كل شاعر على موهبته و أقرأ للشعراء القدامى مثل امرؤ القيس و أبو فراس الحمداني و المتنبي و البحتري و ابن زيدون و أحفظ كثيرا جدا من أشعارهم و من المعاصرين أقرأ لنزار قباني و أمل دنقل و محمد محمد الشهاوي و محمود درويش و سميح القاسم و عبد الرازق عبد الواحد وكثير غيرهم و أقرأ القصص و الشعر على كثير من المدونات أيضا
من غير العرب أقرأ لجابرييل جارسيا ماركيز الذى أعده عبقريا و ما زال جلدي يقشعر مع بعض مشاهد روايته المعجزة "مائة عام من العزله" التى حفظت بعض فقراتها ليس عن قصد و لكن لروعتها و كثرة قراءتى لها، و من أدباء أمريكا اللاتينية أيضا أحب ميجيل أستورياس و بابلو نيرودا و الثلاثة من الحاصلين على جائزة نوبل، و أحب ملك الخيال العلمى ستيفن كينج و تعجبنى روايات جون أبدايك و من كتابي المفضلين الكاتبة الأمريكية آنى برو و هى حاصلة على جائزة البوليتزر و لها أسلوب رائع في الكتابة و تعبيرات مذهلة و يعجبني فيها أنها تكتب عن شخصيات مختلفة عنها تماما و هو شئ أحب أن أفعله على الدوام و لا شئ "يلعلع فى دماغي" مثل أن أكتب عن شخصية لا تمت لي بصلة خاصة لو كتبت بطريقة المونولوج أي أن الشخصية هي التي تتكلم و أنا أفعل ذلك كثيرا خاصة لو كان البطل رجلا و هو تحدى خضته عدة مرات و أتمنى أن أكون قد نجحت فيه.
29- هل أنت راضية عن المستوى الثقافي لشباب اليوم؟
هناك شباب مثقفين و رائعين أقابلهم على المدونات و غيرها و لكن الغالبية مستواهم الثقافي متدن جدا و هذا شئ مؤسف و لا أعرف كيف نشجع الشباب على القراءة و اكتساب الثقافة فهذه مهمة صعبة، فأنا أشترى الكتب لأبنائي و أعمارهم بين المراهقة و الطفولة المبكرة و هم يقرأون و هذا يسعدني طبعا و لكن ليس بدرجة كافية و يفضلون الإنترنت و التليفزيون فأواسى نفسي بالقول أن هذه أيضا وسائل للثقافة و أشجعهم على القراءة على النت و أحمل لهم الكتب و أعرضها عليهم و يجب أن يفعل كل أب و أم ذلك فهذه الأجيال أمانة في أعناقنا و يجب أن نفعل ما نستطيع لتثقيفهم فالثقافة و انفتاح العقل هما طوق النجاة في حياتنا الصعبة.
30- فيم اختلفت صورة الطالب الجامعي عن الماضي؟
هناك طلاب رائعون يشعرون بقدر عال من المسئولية و لكن معظمهم غير مبال للأسف و هي ظاهرة كانت موجودة عندما دخلت أنا مجال التدريس كمعيدة فور تخرجي في التسعينات من القرن الماضي و لكن الآن الأغلبية كذلك و هو شئ مؤسف.
31- أكثر ما يزعجك من تصرفات طلابك داخل المدرج؟
الأحاديث الجانبية و محاولات مضايقة المحاضر خاصة في بدايتي لأني كنت صغيرة السن و شكلي أصغر من سني و لكنى تعلمت كيف أسيطر عليهم و الآن أنا أكبر سنا و شكلا و لدى خبرة أكبر في التعامل مع البشر و لكن الطلاب أصبحوا فى غاية اللامبالاة و هذا بالنسبة للأغلبية و ليس الكل طبعا.
32- هل أثرت الثورة على بعض سلوكيات الطلاب الآن؟
نعم لدرجة كبيرة، و أنا لا أدرس الآن لأني في إجازة كما قلت لك من قبل الثورة و لكنى أحتك بالطلبة و الشباب رغم ذلك عندما يجيئون للتدريب الصيفي تحت إشرافي و حديثي التخرج الذين يعملون معي وهناك أشياء إيجابية كثيرة منها أنه سرت فيهم روح جديدة و صاروا متحمسين وعندهم أمل و لكنى أحيانا ألمس نزعة من عدم الاحترام للأكبر سنا و خبرة و رغبة غير مبررة في المعارضة و النقاش غير المجدي وأنا أرى أن هذه الحال طبيعية بعد أي ثورة مثل ثورتنا التي قلبت كل شئ رأسا على عقب على غير توقع ولاحت بعدها العديد من الأشياء الممكنة التي لم نجرؤ حتى على تخيلها من قبل، و الأحوال ستنصلح و تستقر في جميع المجالات إن شاء ألله بعد فترة في الغالب لن تكون قصيرة و لكن يجب أن نحتملها.
33- رأيك في الأستاذ الجامعي الذي يعطي أعمال السنة لمن يشتري كتابه فقط؟
هذا ليس أستاذا يا عزيزتي هذا لص و يجب أن يسجن و تفضح أساليبه ليعتبر منه الجميع.
34- وختاما: اقتراحات من أستاذة جامعية للنهوض بالعملية التعليمية في مصر؟
بوادر الإصلاح بدت في نظام اختيار القيادات الجامعية الذي يعتمد في مجمله على الانتخاب و أرجو أن يساهم الكل في إنجاحه، أيضا إصلاح حال الأستاذ الجامعي و رفع مرتبه ضروري لعودة الأساتذة إلى الجامعة بعد أن كاد الجميع أن يهجروها و لا ألومهم فالأستاذ الجامعي مرتبه هزيل جدا و لا يليق وهو مثل أي إنسان له أسرة و احتياجات مادية و تلوح له الفرص العديدة بسبب علمه و خبرته و هذا إغراء صعب علينا كبشر بالإضافة لسوء الأجواء داخل الجامعة و الأحقاد و الصراعات و غيرها التي تؤدى لابتعاد الكثيرين حرصا على أعصابهم و كرامتهم و أرجو أن تنصلح الأجواء و يعلي الجميع مصلحة الجامعة و طلابها مستقبل بلدنا فوق النزاعات الشخصية.
إذا حدث ذلك فسيعود الأستاذ الجامعي ليصبح قدوة ويلتف حوله طلابه كما كان الوضع في الماضي الذي حضرت أنا منه لمحة بسيطة للأسف، ولابد أن يختلط الأستاذ بالطلبة و لا يعتصم ببرجه العاجي و في الكليات العملية يجب أن يعمل معهم بيده في المعمل و الزيارات الحقلية و لا يترك ذلك للمعيدين قليلي الخبرة بحكم سنهم.
أيضا إعادة النظر في التعليم ما قبل الجامعي و سياسة القبول بالجامعات و نوعية التخصصات المتاحة في جامعاتنا ضرورية، باختصار يجب أن يحدث إصلاح شامل من القاعدة و هي المدارس حتى نصل إلى الجامعة و هي مهمة صعبة جدا و لكن لا مستحيل تحت الشمس.
وعندئذ أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
http://lesstalkingwoman.blogspot.com/
10 التعليقات:
حوار جميل من محاورة ممتازة لشخصية ممتازة ولديها موهبة جيدة جدا وانا من متابعيها وسيكون من دواعي سروري تقييمها لاول مجموعة قصصية ساحاول نشرها بهيئة قصور الثقافة م سمير
شكرا لك يا أستاذة صفاء على الحوار الممتع الذى أسعدنى جدا
م سمير قنبر زمبل المهنة و زميل التدوين أشكرك جدا و يسعدنى طبعا أن أقرأ مجموعتك القصصية و أتمنى لك التوفيق
حوار رائع أمتعني كثيرًا بحق.. أشكركِ أستاذة صفاء على منحنا هذه الفرصة للتعرف أكثر على العزيزة شهرزاد
والله انا سعيدة كثير باللقاء والحوار لعدة أسباب منها ، عرفتنا عن قرب بالاخت قصدي الدكتورة شهرزاد وكمان عرفتنا بمدونة الاخت صفاء والتي سوف اكون ان شاء الله من المتابعين لكل جديد تكتبه ..
استمتعت بالقراءة فتقبلوا خالص تحيتي وتقديري لشخصكم الكريم
دمتن بخير .
مساء العطر أ.صفاء ود.شهرزاد والجميع
وعيدكم مبارك وطيب ,بصراحة حوار رائع وجميل
لكاتبة راقية وناحجة ومدونتها من أرقى المدونات التي نسعد
بمتابعتها ومهما قلت يظل الدليل في مدونتها وقرائها و كم أشيد بأسئلتكم الراقية أ.صفاء
فلقد كانت رائعة واجابت عن فضول الكثيرين منهم أنا
وفي الأخير لايسعني سوى شكركم على مدونتكم الرائعة وإستضافتكم
لكاتبة راقية نفخر بها نحن مجتمع البلوقريين :)
دمتم بكل ود
أتوجه بالشكر إلى كل من خطت يداه الكريمتان بالتعليق
فوق صفحات مدونتي....
وأتمنى من الله أن يبارك لنا في أعمالنا وأن يوفقنا جميعا لما
يحب ويرضى.
.................................
خالص تحياتي
صفاء عبد المرتضى
تحية رائعة للصحفية والمبدعة صفاء
طرح الأسئلة كان ذكيا وسلس ومحبب فأجابت عنه مبدعتنا الرائعة شهرزاد بأريحية وصدق
بالطبع هى كاتبة تستحق أن نذكرها وللحق هى لها حظ من اسمها فهى تجيد الحكى باقتدار واحييك أستاذة صفاء على مجهوداتك وشكرا على هذا الحوار الشيق.
خالد ابراهيم
أستاذي القدير/ خالد إبراهيم
الشكر بيننا موصول،،،
ولقد سعدت جدا بزيارتك مدونتي
وكلماتك التشجيعية التي تعني لي الكثير.
خالص تحياتي
صفاء عبد المرتضى
الأخت والصحفية والناقدة والبارعة صفاء عبد المرتضى أسعد الله صباحك بكل خير
قصتي مع صفاء عبد المرتضى هذه الكاتبة الفذة أنني بيوم من الأيام ومن خلال تصفحي للموقع أشار لي أخي الحبيب شاعر الأمة حسن صهيوني بأن هناك كاتبة وصحفية مرموقة دخلت على هذا المنتدى باكتساح وشدت القراء لما هو جميل ورائع
واكتسحت المنتدى وبما أني غيور وأناني قررت أن أوقع بهذه الصحفية فأصبحت أمطرها بالكلمات والمقالات وأحاول وبكل ما أوتيت من قوة وبأس ولكن جنود حروفها أسرتني وأمطروني ضرباً على أسوار كلماتها وبقيت لغاية هذه اللحظة جندي أسير بقلاع بلاغتك وإنسانيتك وأمين سر عرش سطوتك على العقول بنقاء وصفاء قريحتك سلمت أيتها المبدعة.
من معسكر المعجبين بكل ما تقدمين أقول لك عبر هذا المنتدى الرائع المزيد المزيد من الروائع دمت بصحة وعافية.
أخوكم
هاشم بن كعب بن الملوح البرجاقي
كل الشكر والتحية للأخ الفاضل والأديب البارع
الكاتب الأردني المصري/ هاشم برجاق
على كلماته العذبة وتشجيعه المثمر
وكل التحية لشخصه الكريم وقلمه الساخر المتهكم
الذي طالما يصيب الهدف ويرنو إلى الصميم.
إرسال تعليق