تلقيت خطاب تنحي الرئيس مبارك باكية ، إذ أنني كنت لا أتمنى أبدا أن ينهي رئاسته للبلاد بهذه الطريقة المهينة ، و كنت ممن يؤيدون استمراره حتى تنتهي مدة رئاسته إيمانا مني بأنه سوف يغير كثيرا من الأوضاع طمعا في أن يحسن صورته أمام الجميع و أن يختم تاريخه بشكل مشرف ، و كنت أصرخ في كل من حولي : أعطوه فرصة للإصلاح ، وظللت أبكي و أنا أشاهد الملايين من أبناء شعبي المصري يرقصون ويحتفلون برحيله ناكرة عليهم كل هذا الجحود وكنت في حالة من الذهول التام !!!
لماذا يفعل شعب مصر ذلك ؟
لماذا هم متفقون على كل هذا الشعور الصاخب بالفرح؟
و لماذا أنا وحدي حزينة و أبكي هكذا ؟
و قد ظل شعوري بالحزن و الأسى يتفاقم بين جنبات صدري حتى سمعت أذناي
70 مليار دولار هي ثروة الرئيس المخلوع
وقتها فقط أفقت من تلك العاطفة الغافلة قائلة : مستحييييل
70 ملياردولارا و مرتباتنا لا تكفينا حتى انتهاء الشهر، و جميعنا يخشى على مصر من تقلبات الدهر.
70 مليارا ثروتك و طاقات معطلة لا محالة ، لشباب يختنق من البطالة.
70 مليارا وآلاف المصريين ينامون جائعين، و أطفال الشوارع مشردين و ضائعين.
70 مليارا معك و لايجد العلاج من فقرائنا المرضى، و أبناء شعبك يموتون من السرطان صرعى .
70 مليارا وتطلب المزيد من المعونة لنستدين ، لتخصم من كرامتنا و لتاريخنا أمام العالم تهين .
قل لي بالله عليك كيف تهنأ على صرف ثروتك و قد خنت أمام الله أمانتك
و خالفت رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم في مسئوليتك عن رعيتك
دعوة مظلوم إلى الله من قلب مفجوع كان في الماضي يحبك و يمجدك
"بألا يبارك لك الله يا مبارك في ثروتك"